زياد

عقلي رفض.
قررت اتجاهل الخبر.
حاولت اركز في متابعة أخبار المركب حنظلة.
بقى لي أيام عندي نوبة نقرس عنيفة مقيدة حركتي ومعكرة مزاجي، شئ سخيف انك تعاني من مرض مزمن تافه يعكر مزاجك لمدة أسبوع بشكل عشوائي كل كام سنة ويخليك تعيش الشيخوخة قبل أوانها.
بفتح فيسبوك بشكل تلقائي كل شوية، بعد سحبتين مش أكتر على شاشة الموبايل تظهر لي منشورات عن زياد فأقفل فيسبوك.
حنظلة على بعد ساعتين من نهاية الرحلة، والاتصالات بدأت تتقطع، مفيش أخبار اتابعها واركز معاها.
افتح انستاجرام اقلب في الستوريز، كل ما تظهر ستوري عن زياد اقلبها بسرعة. مش عايز اشوف صورته ولا اسمع صوته.
"احنا نروح الأشرفية، نوقف الناس نسألهم على اللي ساكن في الأشرفية وعلى زياد الرحباني"
اتنين شباب شيوعيين مصريين رايحين بيروت يحاولوا يهربوا من أحزانهم وهزائمهم الشخصية والجماعية في مصر هيفكروا في ايه يعني علشان يبضنوا على أهالي بيروت بعد ما اتبضنوا من معاملة طلبة ال AUB المرخيين في الحمرا وسواقين التاكسي في كل بيروت.
الصهاينة خطفوا المركب واعتقلوا كل اللي عليها. رحلة حنظلة انتهت، مفيش سبب افتح انستاجرام تاني النهارده ولا طريقة افتحه منغير ما اشوف صور وفيديوهات زياد الرحباني.
هقضي باقي اليوم في القراية، هختار كتاب على أبجد بعيد كل البعد عن أي عوالم قريبة من زياد الرحباني، مجموعة قصصية يمنية بلا طعم ولا لون لكن لغتها مسلية.
فتحت انستاجرام بشكل تلقائي وانا برتاح من القرائة، شفت الفيديو ده فثبتت قدامه وعيطت.
الترويدة والنواح دايما بيسهلوا علي البكاء.
"يا ابن الكلب، يا ابن الكلب...."
عيطت وفضلت اشتم في زياد الرحباني كإنه يعرفني وأعرفه وأذاني بموته عن قصد.
أنا غضبان أوي يا زياد، غضبان من الزمن ومن الرحلة ومن الموت ومنك.