صنع الله

دايما لما بفتكر صنع الله ابراهيم مبيجيش في بالي كتبه اللي بحبها، بفتكر اغتيال شهدي عطية.
في سنة 1960 في عز سطوة نظام يوليو وفي قمة اضطهاد الشيوعيين المصريين (معلش تفصيلة صغيرة كده الإسلاميين بينسوا يقولوها ان سجون عبدالناصر كانت مليانة شيوعيين مش بس يا عيني الإخوان المظلومين على مر العصور) وفي عشرية سوداء على الشيوعيين في مصر شهدت اعتقال تنظيمات كاملة قضت أكتر من عشر سنين في السجون، شهدي عطية وهو واحد من أهم رموز الحركة الشيوعية في مصر بعد ما اتحاكم محاكمة عسكرية اتنقل لسجن ابوزعبل وبعد وصوله للسجن مات تحت التعذيب.
كان معاه في السجن شاب صغيره عمره متجاوزش 23 سنة اسمه صنع الله، اعتقل واتحاكم عسكري واتنقل لنفس السجن وهيقضي سنين طويلة بيتنقل بين السجون بعد كده.
في زمن نقل الأخبار فيه من وإلى السجون صعب، شئ بيضاعف إحساسك بالوحدة وانت متحاصر وبيتحقق معاك. كانت التنظيمات بتلاقي طرق للتواصل مع العالم وبينظموا بعض جوا السجن وينتخبوا قيادات ويحاولوا يناضلوا حتى وهم جوا، لكن في لحظات عمرك ما هتحس فيها انك مش معزول ولا لوحدك تماما مهما كانت صلابتك.
الظباط حاولوا يضغطوا على الشاب صنع الله علشان يشهد إن شهدي مات موته طبيعية ومتعرضش للتعذيب. أيا كان شكل الضغط، أيا كانت طريقة الظابط في التهديد أو الترغيب، مفيش شئ في الدنيا ممكن يخليك تحس في لحظة زي دي انك مش وحيد وضعيف قدام كل هذا الجبروت، دول قتلوا القائد، أمال هيعملوا ايه في العيل الصغير لو عصى أوامرهم؟
مكانش عارف ان العالم بره مقلوب علشان موت شهدي، مكانش عارف ان عبدالناصر بنفسه محرج وفي نص هدومه وهو شايف الحضور في مؤتمر قدامه في بلجراد بيهتفوا للشهيد اللي مات تحت التعذيب في مصر. بس رفض.
كان ثابت وعنده مبدأ وإيمان في شبابه وفضل ثابت عليهم طول حياته، يستحق انه يكون مثل في الثبات وفي حسن الختام. شئ نادر جدا.
الله يرحمه ويرزقنا حياة وإيمان زيه..