القواعد الخمس قبل تصديق الأخبار

منذ بداية العدوان الصهيوني على إيران مر أمامي على شبكات التواصل الاجتماعي والأسوأ عبر تطبيقات المراسلة الكثير من الأخبار الزائفة التي تفوح منها أخبار أحمد سعيد (المظلوم عبر الأجيال فالرجل لم يقم سوى بعمله بقراءة البيانات الرسمية) في الأيام الأولى من النكسة. كل يوم تقريبا يمر أمامي خبر إسقاط إيران لطائرة F-35 جديدة، لم تنجح أي منظومة دفاع جوي من قبل في إسقاط تلك الطائرة ولكن في أسبوع واحد نجحت إيران في إسقاط أربعة، مدد يا حسين..

ليست الأخبار الزائفة مقتصرة على أوقات الحروب فقط، كتبت مسبقا أن مستقبل الأخبار في خطر في السوق الحرة الجديدة للمعلومات والأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي لكن بالطبع فالتجليات الأوضح ليس فقط للأخبار الزائفة بل في الكثير من المجالات تحدث أثناء الحروب. لأن المنطق ليس عملة نادرة فحسب فالأمل واليأس ذوي قدرة عالية على التلاعب بقدراتنا التحليلية شعرت بالحاجة لأذكر نفسي وإياكم بقواعد بسيطة قبل تصديق أي خبر يمر أمامنا على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

الصورة ليست خبرا

واحدة من طرق نشر الأخبار الزائفة هي استخدام نفس شكل الصور التي تستخدمها المنصات المعروفة ذات المصداقية في منشوراتها لإضفاء المصداقية على الخبر الزائف، إذا ما رأيت خبرا منشورا كمجرد صورة بدون رابط لموقع منصة الأخبار يمكنك قراءة الخبر الأصلي على تلك المنصة فيجب عليك تجاهل الخبر فورا مهما كانت درجة قربه لقلبك. ومع انتشار وسهولة الوصول لأدوات الذكاء الصناعي التوليدي القادرة على خلق صور وفيديوهات شديدة الواقعية، لا تثق بالصورة دون مصدر صحفي لديه الأدوات والقدرة على التحقق من صحة الصور والفيديوهات.

المؤثرون ليسوا صحفيين

واحد من الأخبار الزائفة بالغة الحماقة التي مرت أمامي أيضا ونالها الكثير من الانتشار كان خبرا عن خطط إسرائيل للهجوم على سيناء مباشرة بعد الفراغ من حرب إيران. السبب الرئيسي لانتشار هذا الخبر هو أن مصدره واحدة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع. ليس لدي حكم على الشخص الذي كتب الخبر ونشره عبر مصدر لا يمكن التحقق منه ولا يمكننا قراءة ضمائر الناس ولكن هناك قواعد لمهنة الصحافة، ليست الصحافة عملا سهلا أو تافها، يقضي الصحفي سنوات طويلة في الدراسة ومن بعد ذلك العمل على بناء شبكة مصادره الخاصة في المجال الصحفي الذي ينوي التخصص فيه، الصحفي ذو السمعة الطيبة في مجاله يتبع خطوات دقيقة قبل نشر أي خبر واتباع تلك الخطوات المهنية الدقيقة هو الذي يضفي على مؤسسات صحفية السمعة الحسنة وتجاهل تلك الخطوات هو الذي يضفي على مؤسسات أخرى صفة "الصحافة الصفراء"، حتى أحقر المؤسسات الغربية وأكثرها انحيازا للصهاينة تتبع أساليب تحريرية أخرى غير نشر الأخبار الكاذبة لكي تدعم إسرائيل مثل دفن أخبار معينة أو استخدام عناوين مضللة لا تعبر عن متن الخبر وغيرها من الطرق دون نشر خبر كاذب من أساسه.

لذلك إذا ما قرأت خبرا ينشره شخصية مشهورة على الانترنت دون مصدر من منصة أخبار ذات مصداقية فيمكنك أيضا تجاهله.

 

تويتر أو إكس ليس منصة أخبار

ابتلاني الله بصديق تاريخي من أحب الناس إلي قلبي يتعامل مع تويتر كمصدر للأخبار، وغالبا ما يتعامل مع انتشار هاشتاج معين كعلامة على تأكيد الخبر، راسلني أكثر من مرة مهنأ بخبر خروج صديق لنا من السجن فقط لكي يتراجع ويعتذر بعد أن أوجه له سيل من السباب والأصوات الخارجة نظرا لأن الخبر غير حقيقي. 

 

البشر يحبون الاهتمام، حتى أكثرنا انطوائية يحب الشعور بالتميز ولو للحظة. هذا الدافع وحده كاف لكي يقوم شخص ما بنشر خبر حصري على تويتر لمتابعيه لمجرد سماعه بهذا الخبر من مصدر ما. ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ في أسوأ الأحوال سوف يضطر للاعتذار إذا ما كان الخبر خاطئا وتسبب نشره في إزعاج ما أو تصرفات غير مسئولة. لا تتابع الهاشتاجات دون مصدر.

لا تثق بالترجمة المطبوعة على أي فيديو

انتشرت فيديوهات كثيرة لمحللين وصحفيين صهاينة ناطقة بالعبرية أو الفارسية وترجمت للعربية، تنوعت الفيديوهات والترجمات بين ذعر المتحدث من/على إيران أو اعترافه بالهزيمة الخطيرة على مستقبل إسرائيل/إيران. لست ناطقا سوى بالعربية والإنجليزية فلست قادرا على التحقق من صحة تلك الفيديوهات ولكن القاعدة الأساسية دائما هي الشك في الترجمات إذا لم تكن قادرا على تتبع أصل المترجم، على هو مترجم موثوق فيه أم أن الفيديو جزء من حملات التضليل الإلكترونية.

تابع منصات التحقق من الأخبار

الأخبار الزائفة ليست ظاهرة جديدة، هي أداة في جعبة كل الأنظمة والمؤسسات منذ قديم الأزل، ولذلك فمحاربتها أيضا ليست مجال جديد، هناك منصات صحفية محترفة تقوم بالتحقق من الأخبار والتصريحات الصحفية المنتشرة، تابع تلك المنصات مثل صحيح مصر، إيكاد، متصدقش. من غير المتوقع منك أن تقوم بعمل الصحفيين قبل قراءة أي خبر يمر أمامك على شبكات التواصل الاجتماعي ولكن على الأقل تابع صفحات الصحفيين الذين يقومون بذلك العمل بالنيابة عنك وفي المرة القادمة التي يرسل لك أحد صورة خبر على واتساب قبل أن تتعامل مع ذلك الخبر بجدية راجع تلك المنصات أو تجاهل الصورة من أساسه.

الأخبار المضللة باقية بقاء الدهر ولكننا مقبلون على فترة انتشار غير مسبوقة لتلك الأخبار لذلك فعلينا جميعا الانتباه وبذل مجهود فردي في اتباع الحقائق، الخبر المضلل قد لا يكون ذا تأثير لحظي عليك ولكن استقرار معلومة خاطئة في عقلك الباطن تأثيره السلبي طويل المدى في غاية الخطورة سواء على قراراتك الشخصية أو حتى على تأثيرك في محيطك العام.