الأمية التكنولوجية

انتهازا لتريند مها الصغير حابب اتكلم شوية عن الأمية التكنولوجية، لو مش عارف تريند مها ومنى فيا سيدي مها الصغير دي سيدة مجتمع المفروض انها إعلامية وكانت متزوجة من أحمد السقا. طلعت في حلقة مع منى الشاذلي (وده المفروض انه أهم برنامج حواري في مصر حاليا يعني أكيد عنده فريق إعداد انشالله يكون فريق صغير) وادعت بشكل أو بآخر انها ممارسة للفن التشكيلي والبرنامج عرض بعض من لوحاتها على الهواء، بعد البرنامج بساعات بسيطة اتضح ان كل اللوحات اللي الفنانة نسبتها لنفسها هي إنتاج فنانين أجانب. الحلقة اتشالت من على الانترنت والبرنامج نزل بوستات على فيسبوك ينسب الأعمال لأصحابها الأصليين بدون اعتذار.

ممكن يكون في حد قريب منها عارف انها لا يمكن تكون رسمت اللوحات دي هو اللي فضحها أو ممكن يكون شبابنا الواعي على الانترنت هو اللي صرف خمس دقايق وقت علشان يكشف الهبل ده، مش مهم خالص في الحقيقة ولا مهم ان الموضوع ده اتكرر قبل كده ولكن بفضايح أكبر بكتير زي الفنانة غادة والي اللي تربحت ماديا من السرقة أو الفنان اللي مش فاكر اسمه وعمل يفط الهوية البصرية للقاهرة اللي طلع سارقها من فنان إيطالي. 

ولا أنا مهتم بحقوق الملكية الفكرية أصلا وشايف ان ساعات في فنانين بيزودوها في محاولة حفظ حقوقهم المادية فلما يشم ريحة أي حاجة شبه شغله يقول لك دي مسروقة مني.

المهتم بيه هو جهل ناس كتير بالأدوات التكنولوجية اللي المفروض يستخدموها في شغلهم علشان تمنع حدوث الفضايح اللي زي دي أو تمنع حدوث السرقة المالية في حالة غادة والي. الأمية التكنولوجية هي إنك متكونش فاهم التطور التكنولوجي المتصل بحياتك وبشغلك بشكل مباشر.

في أوائل الألفية طلعت حاجة اسمها رخصة قيادة الحاسب الآلي، وعلى قد ما التسمية كانت مضحكة ومنبع افيهات وبترسخ لاستخدام برمجيات شركة أمريكية بعينها قد ما كانت المفاهيم العامة للدورة دي شئ مفيد لحياة الناس. في فرق بين انك تكون صانع للتكنولوجيا وبين انك تكون مستخدم لها، أنا مبقولش ان كل الناس لازم تساهم في الصناعة ولكن لازم تفهم ان التكنولوجيا دي فعلا شئ مؤثر ومفيد.

لو معدين برنامج منى الشاذلي مثلا كان عندهم خطوة من خطوات شغلهم ان قبل ما أي صورة ضيف البرنامج يديها لهم علشان تتعرض على الهواء يعدوا الصورة دي على Google Image Search  ودي خطوة مش هتاخد أكتر من خمس دقايق زيادة في الصورة الواحدة كان هيبقى سهل أوي انهم يعرفوا ان لوحة الفنانة مها الصغير مش لوحتها وانها لوحة فنانة دنماركية متاخدة زي ما هي.

لو المسئول الحكومي اللي وافق على تصميمات غادة والي عمل نفس الشئ قبل ما يوافق على التصميم ويدفع للأستاذة فلوس كتير فشخ كانت الدولة هتوفر الفضيحة مع الفنان الروسي والفلوس اللي اتدفعت ويمكن والعياذ بالله كانوا ادوا الشغل لفنان حقيقي مش حرامي يعمل لهم شغل أحسن وأكثر إبداعا.

دي حاجة تافهة وبسيطة جدا بس شوف مفيدة قد ايه لشغلك كمعد برنامج، أنا لو حكيت لك على مدققي الأخبار المحترفين بيعملوا ايه هيجيلك سكتة دماغية..

السرقات الفنية والأدبية معادش لها مكان من أكتر من عشرين سنة بعد ما الانترنت بقى متاح والأدوات التكنولوجية لتتبع المصادر (من قبل الذكاء الاصناعي بكتير) بقت في المتناول، لكن طول ما الأمية التكنولوجية مستقرة عند نسبة ضخمة من العاملين المحترفين فهتفضل تحصل فضايح في مصر بشكل دوري لإن زي ما انت أمي زي ما في ملايين اتعلموا وطوروا قدراتهم التقنية وهيفضحوا وستظل الحكمة الخالدة The internet doesn't forget