هل في مساحة للأخلاق في السياسة؟

النهارده سوريين كتير بيحتفلوا بضرب إيران وده حقهم، شافوا الويل بسبب دعم إيران وحزب الله لنظام الأسد. إيران وحزب الله عملوا كل حاجة في استطاعتهم لدعم بشار الأسد ونظامه طول سنين الثورة وبعدها الحرب الأهلية وخسروا في الآخر. هل لو كان عند حسن نصر الله والنظام الإيراني شئ من الأخلاق والإنسانية وتعاملوا مع ثورة الشعب السوري ومطالبه بشئ من الأخلاق كانوا برضو هيخسروا سوريا لما نظام بشار يقع بسبب الثورة؟
لو مكانتش إيران شريكة مباشرة في أبشع الجرائم اللي ارتكبت في حق الشعب السوري كان ممكن يعملوا تحالف مع النظام الجديد اللي هييجي بعد الثورة. لكن دلوقتي أيا كان اللي هيحكم سوريا ازاي ممكن يتجاهل الصدمة النفسية اللي هتبقى عابرة للأجيال بسبب جريمة نظام الأسد وإيران في حق الشعب السوري ويسمح بالتحالف أو حتى بالمصالحة مع النظام الإيراني أو الشعب الإيراني؟
شوية أخلاق بس واحترام لإنسانية الشعوب كان ممكن ينقذوا العمق الاستراتيجي لإيران في المنطقة. يعني لغاية ما سفاحين البعث بدأوا يستخدموا البراميل على شعبهم أعتقد أي حد عنده شوية إنسانية كان هيقول لا كده كتير وينسحب.
ربيع براج
دايما لما الناس بتحاول تعمل تحليل سياسي لأنظمة الحكم في العالم بيتعاملوا مع الليبرالية الرأسمالية كإنها نظام جميل وناجح هو بس فيه شوية أخطاء بينتج عنها حروب ومجاعات وإبادات جماعية وتدمير للبيئة وقهر للأقليات بس فيه حرية رأي وتعبير!!
العنصر الإنساني والأخلاقي في السياسة دايما بيتركن على جنب في التحليلات دي وكإن الأخطاء البسيطة دي مجرد أعراض جانبية زي كده كركبة المعدة اللي بتيجي مع دواء الاكتئاب، معلش تستحمل كركبة المعدة بدل ما تنتحر.
فالعقلانيين دلوقتي هيقدموا تحليلاتهم ازاي النظام الإيراني فشل بسبب انعدام الشفافية والديموقراطية والحرية وكل التعريص الأمريكي الجميل ده كالمعتاد وكإن الأنظمة الرأسمالية علينا حق. دايما لما بسمع الكلام ده بفتكر ربيع براج والاشتراكية الإنسانية.
مبادئ الاشتراكية الإنسانية في تشيكوسلوفاكيا كانت بسيطة أوي، حرية رأي، حرية قضاء، حرية المجتمع المدني، والديموقراطية الاشتراكية بس مع الحفاظ على اشتراكية الدولة. ودي في رأيي مبادئ أخلاقية أكتر من إنها براجماتية كان سكرتير الحزب الشيوعي التشيكوسوفاكي بيحاول يخرج بيها من أزمة. طبعا السوفييت مسمحوش للتجربة انها تكمل واجتاحوا البلد واعتقلوا ألكسندر دوبتشيك وطلعوا دين أمه يا عيني..
بس دايما لما سؤال الأخلاق ده بييجي في دماغي بفتكر التجربة دي وبتسائل لو كان اتسمح لها بالاستمرار هل كانت هتنجح؟ هل في مكان للإنسانية والأخلاق في الحكم ولا دي أوهام يوتوبياوية؟